Chtika

الأربعاء، 10 أبريل 2013

قصيدة قل هي البندقية أنت - مظفر النواب


الدجى والمدى جنحه 
نجمة للصباح الجميل 
كرياح الأعالي اختفى 
ما أحست به غير زيتونة ألف قلب على كل غصن بها في الجليل 
شفرته إلى الأرض فارتفعت قبلت قدميه فقد جاء في الزمن المستحيل يمطر الجو مما غزارته والشباب 
ويلتمس الله مرضاته ساحبا بالأماني إلى آخر الإزرقاق السماوي اهبط عليهم فإنك قرآننا 
قل هي البندقية أنت 
وما لك من كفء أحد بين قتلاك قمة عمان 
والرشوات وأقساطها ولسان اليمين الطويل يركضون بلا أرجل وتدلت خصاهم من الرعب 
جمعت فيها الإصابات 
أين تعلمت تخصي الجيوش وكيف اقتلعت المعسكر يا ابن ثلاث وعشرين 
الله أكبر والبندقية عاد عليّ إلى باب خيبر 
يا علم سجل خلايا العروبة تنقل تلك الشجاعة جيل فجيل 
أكيد من الجو تم اتصالك بالكون 
ومضات عينيك كانت تضيء رؤوس الجبال وأكتافها 
وتفتش عن موضع في إرتفاع بسيط 
ولكنه شرفة الدهر 
ميزته من بعيد 
سمعت الرفاق الثلاثة (يقصد مظفر هنا شهداء الخالصة ) من داخل القبر 
قد رفعوا صوتهم زهرة 
السلام عليك ولدت ويوم تموت وتبعث حيا 
كما كان صوتهم دافئا ما تغير قط ولو شعرة 
رغم صمت السنين الطويل 
لا تزال تحوم في الجو 
لا تزال ........ ما مت؟؟؟ لا تزال تحوم ملء الفضاء 
فكل عقاب يخيل أنت وكل دوي يفر الجنود كأنك في أذنيهم 
بدأت المباراة بين السماء والأرض هذا هو الدرب فلتتبارى الفصائل 
جوا وبحر وبرا فصيلا فصيل 
جئت إلى فلسطين مهما انتماءك دم الشهادة ليس يجير نحن نجير للدم كل البلاد وهذا قليل قليل 

قصيدة بعـد حفـل عـيـد الاسـتـقلال - مظفر النواب


الجـو سَـيمـطرُ
والـساحَة تَعْـبـقُ بالـصَّـمْت
وكـلـبٌ في الـزاويـة الـزرقـاء
هـناك يـبـولُ عـلى شـيء
وبقـايا خـُطـَبٍ وشـِعـارات
تـتطايـَر في الـريح
احـتـَفـَلـتْ جـمهـورية صَـمتـسْـتان
الـحُـرة بالاسـتـقلال الـوَطني
بـرغـم تـفـَشّي داء الكـَلب
ولأن الـجـوعَ كـما قـالـوا
في خـطـب الـيـوم تـفـشى
في كـلِّ جـهـات الـدنـيا
صَـدَرَ الـمـَرسـوم بـتأسـيـس
مُـديـرية نـَهـب الـشـَّـعْب
واســتـوردَ بـَعـضُ الـمَسـؤولين
- مـن الـخـارج طـبعاً -
أحـدثَ أجـهـزةٍ في تـفـريخ الـرشـوة
فـَرخـتِ الـرشـوةُ أكـثـر
مـِن كـُل دَجـاج الـكـون
وصَـار الـبعـضُ يـَبـيع الـرَّشـوةَ بالـفـرن
أو الـرشـوة بالـسـيخ
أو بـروســتـِد حـَسـَب الـجـيـْب
صحـفـي أجـرى اسـتفـتاء لـلـناس
وصَـوّرَ مَخـلـوقـاتٍ تـنـتظرُ الـزبـلَ
الـوطنيّ طـَوالَ الـيـومِ لاسـكـاتِ الـجـوع
تـعـَرّضَ لـلـتوبـيخِ مـِن الـهَـيـئاتِ الـدولـية
تحْـديـداً مِـن مَجـلـس أمـن الـسَّـلـب
فـالـمَـجـلس يـَعـمل أن تـتـفـَشى هـذي
الـحالـةُ في جـَمهـوريات الـصّـمت جـَمـيعاً
ويرانا لا نـصلـحُ إلا لـلـكـبّ
يا عـرب الـرّدة يكـفـي
وَصَـلَ الـذلُ إلـى.....!!
لـولا الأخَـوات لـقـلـتُ


في طريقِ الـلـيل

ضاعَ الحـادثُ الثاني وضاعـتْ زهـرة الـصبار

لا تسـل عـني لـماذا جـنـتي في الـنار

جـنـتي في الـنار

فالـهـوى أسـرار

والـذي يغـضي عـلى جـمر الـغضا أسـرار

يا الـذي تخـفي الـهـوى بالـصبر يا باللّه

كـيف الـنار تخـفي الـنار؟

يا غـريـب الـدار

إنها أقـدار

كـل ما في الـكـون مقـدار وأيـام له

إلا الـهوى

ما يـومه يـوم...ولا مقـداره مقـدار

لـم نـجـد فـيما قـطار الـعـمر

يـدنو مـن بقـايـا الـدرب من ضـوء عـلى شـيء

وقـد ضج الأسى أسـراب

والـهـوى أسـراب

كـنت تـدعـونا وأسـرعـنا

وجـدنا هـذه الـدنيا محطـات بلا ركاب

ثم سافـرنا عـلى أيامـنا أغـراب

لـم يودعـنا بها إلا الـصدى

أو نخـلةٌ تـبكي عـلى الأحـباب

يـا غـريباً يـطرق الأبـواب

والـهـوى أبواب

نحـن من بـاب الـشجى

ذي الـزخـرف الـرمزي والألـغاز والـمغـزى

وما غـنى عـلى أزمانه زرياب

كـلنا قـد تـاب يـوماً

ثم ألـفى نـفـسه

قـد تاب عـما تاب

كـل ما في الـكون أصـحاب وأيام لـه إلا الـهـوى

مـا يـومه يـوم....

ولا أصحـابه أصـحاب

نخـلة في الـزاب

كـان يأتي العـمـر يقـضي صـبـوة فـيها

ويـصغي للأقـاصيص الـتي مـن آخـر الـدنيا

هـنا يفـضي بـها الأعـراب

هـب عـصف الـريح واه يـومه يوما

وانتهى كـل الـذي قـد تـاه مـن دنـيا

ومـن عـمـر ومـن أحـباب

هـاهـنا يـنهـال في صـمت رمـاد الـمـوت

يـخـفي ملـعـب الأتـراب

كم طـرقـنا بابك الـسـري في وجـد وخـوف

لم تجـبـنا

وابـتعـدنا فـرسـخاً هجراً

فألـفـيـناك سـكـراناً جـوابات

فـلم نغـفـر ولـم تـغـفـر كلانا مـدع كـذاب

كـل غـي تـاب

إنـما غـيي وغـي فـيك قـد غابا

وراء الـنرجـس الـمكـتوب لـلغـياب

قـد شـغلـنا لـيلة بالـكـأس

والأخـرى بأخـت الـكـأس

و الـكـاسـات إن صـح الـذي يسـقـيك إياها

لـها أنـسـاب

يـا غريـباً بابه غـرب الحـمى

مـفـتـوحة لـلـربـح والأشـباح والأعـشـاب

قـم بـنا نـفـح الـخـزامى طاب

نـنـتمي لـلـسر

لا تسـل لـماذا ألـف مفـتاح ومفـتاح لهـذي الـباب

لا تسـل

مـن عـادة أن تكـثر الأقـوال

فـيمن ذاق خـمر الـخـمر في الـمحـراب

لـم يـقـع في الـشـك

إلا أنه مـن لـسـعة الأوسـاخ

تـنمـو خـمرة الأعـناب

لم يقـل فـيها جـناسـاً أو طباقـاً إنـما إطـلاق

نـبه الـعـشاق

مـدنـف أودى بلا هـجر ولا وصل بـباب الـطاق

مرهـق من خـرقـة الـدنيا عـلى أكـتافـه

لـم تـسـتر الأشـجـان والأشـواق والإشـراق

لـم يـكـن أغـفى

وحـبات الـندى سـالـت عـلى إغـفائه شـوطاً

ودب الـفجـر في أوصالـه رقـراق

آه مـما فـز من إغـفاءة لم تلـمس الأحـداق

أي طيـر لا يرى إلا بما يـنجـاب عن ترديـده الـبـني

سـعـف الـنخـل والأعـذاق

موغـل في الـسـر مـندس بـنار الـماء في الأعـماق

يا طائـراً يحـكي لـماء أزرق بالـوجد في الأعـماق

ما أبعـد الأعـماق

ما أبعـد الأعـماق

لم يفـق يـوما ولـم يأبه بمـن قـد فـاق

مشـفـق مشـتاق

كـله إطـراق

أثملـت الـخـمر صحـواً

فانـبـرى يـبكي

وأطفال الـزمان الـغـر ضجـوا

حـوله سخـرية في عـالـم الأسـواق

قـل لأهـل الـحي

هـل في الـدور من عـشـق لـهـذا الـمبـتلى تـرياق

نـغـمة في الـعـشـق تـكـفي

نـقـطة تكـفي

فلا تكـثر عـليك الـحـبـر والأوراق

كـل ما في الـكـون تـنقـيط لـه إلا الهـوى

فـاحـذر

فبالـتـنقـيط نهـوي

واسـأل العـشـاق

هـاك كأسـاً لـم يـذقـها شـارب في هـذه الـدنيا

مـوشـاة بحـبات الـنـدى سـلطانها سـلطان

إنـها جـسـر الـدجى في الـمعـبـر الـسـري فـلـتعـبر

ولا تـنصت لـمن أعـياهم الإدراك والإدمان

لـم يكـن إيـوان كـسـرى مثـلما إيـوانها إيـوان

إن كـأس اللّه هـذي مـسكـها ربان

هـذه درب وقـد تفـضي إلى بـوابة الـبـسـتان

إنـما انفـض الـندامى والـمغني

فـاتـئـد في وحـشـتي

يـا آخر الـخلان

قصيدة رحيل - مظفر النواب





يا وحشـةَ الطرقات
لا خبر يجيء من العراق
ولا نديم يُسكر الليل الطويل
مضـت السنين بدون معنى
يا ضياعي
تعصف الصحرا وقد ضل الدليل
لم يبق لي من صحب قافلتي سوى ظلي
وأخشى أن يفارقني
وإن بقي القليل
هل كان عدلٌ أن يطول بي السُّرى
وتظلُّ تنأى أيها الوطن الرحيل
كأن قصدي المستحيل
نفثت بي الأحزان كل سمومها
فرفعت رأسي للسماء صلابة
ورسمت رغم السم
من عودي لها ظلاً ظليل
وتحاول الأيام
مما جرعتني اليأس
ثم هضمته أملاً
تضاعف جرعتي
فأضاعف الصبر الجميل
إني أرى يوم انتصار الناس
رغم صعوبة الرؤيا
وأسمع من هتافي في الشوارع
سيما في ساحة التحرير
نخبك يا عراق
وليس ذي أمل كليل

قصيدة طلقة ثم الحدث - مظفر النواب


الدراج الأرجواني الذي يفضي 
إلى بيت الرضى الليلي 
أطفأت دموعي فوقه 
منتشيا بالخشب العابق بالحزن 
وقبلت خطى أيامي الأولى على درجاته 
درجاته .. درجاته 
ذابت جفوني .. أحرس النقطة 
ما فرطت بالنقطة يا من فرطوا بالنهر 
نفسي لم تعد تغلق مما بلغ الأمن بها أبوابها 
كنت نسيجي وحده 
والعشق كان الغرزة الأولى 
وفي الساعة حدسين تماما 
كان يشتد هجيري 
من مجيري كد وأمتد 
فلم تحتمل الصحراء هذا ولهي النهري 
حاولت .. دمي يطفئها 
دمعي 
صراخي .. صراخي اتقدت 
حاولت أرمي فوقها كل الذي أملكه من جسدي 
فامتنع الناس 
ألا أملك حقا من حقوق النشر 
هذا جسدي .. أني .. دمي 
هذي قناعاتي 
وهذا درج أحمله أرقاه في الليل أرى 
أو أمسح النجمة باسم الله هذا وطني 
علمني التزم النار 
لماذا كل هذا الصمت 
هذي الضجة الخرقاء 
هذي .. الهامشيات .. الصراعات 
لماذا يدخل القمع إلى القلب 
وتستولي الرقابات على صمتي وأوراقي 
وخطوي ومتاهاتي 
ألا أملك أن أسكت 
أن أنطق 
أن أمشي بغير الشارع الرسمي 
أن أبكي 
ألا أملك حقا من حقوق النشر 
والتوزيع للنيران مجانا 
لماذا يضع السيد هذا وطني في جيبه الخلفي 
من أرثه النفط وتسويقي 
ومن ذا راودته نفسه أن يشتريني 
قسما لا بالسماوات 
ولكن بالسماوات التي تمطر 
في عيني جنوبي يتيم في الحدث 
أحرق بيته 
طلقه .. ثم الحدث 
وأنا أعلن ناري 
أعلن القلب فنارا فوق ارنون الفدائيين 
يستطيع ليل الكون والبعد الفلسطيني للدهر 
وما يضمره الغيب 
ألا يستبق العشق الحدث 
طلقه غامضة تفتح في الشرق الحسابات 
وسوف الطلقة الأخرى 
ولما تبرد الأولى ولا أرتاح الجدث 
يبتدي حي الحسين النار 
يشتاق الحسين بن علي 
خارجا بالدم من مرقده 
يصطف من صلى صلاة السيف والطلقة 
أمريكا هي الكفر 
وأمريكا ومن سوف هنا حسني 
ففي سوف صراع لم يحن 
أجلته استعجلني 
كان يرى الأرماث والأوساخ 
والأبواب لا الطوفان .. لا تخزن 
فأني أعترف الطوفان بالأبواب والخانات 
أو قلل طوفانا رمث 
أن توحدت بغدارة ليل لونها الكحل 
وغرزت بعشق الأرض 
ما من قدر إلا بإذن منك 
فأذن يا حبيبي 
وأحترس 
ما كل ثمر غث قد الذائق غث 
اقدس الأمطار مدرارا 
فان زنبقة بنت ربيعيين سبت قلبك يا برق 
فنث بعد نث 
وكلا الحالين عشق 
فافهم الحالين كي تسلك في الأحوال 
واسمع عاشق البرق 
كثير البث صمت 
وكثير الصمت بث 
افهموا العمق 
فكم من عاشق اتلف سوء الفهم نجواه 
وعري طاهر عندي ولا ثوب مريض الطهر رث 
افهموا العمق 
فما كان آتي من عمقها 
واختمار العشق عشق 
ولكم مختمر في السطح والعمق غثاء وعبث 
قالت الطلقة أن يختزل الكل الخياني 
فلا تختزلوا الطلقة بالسقف وبالرف 
بل المنزل كل المنزل الرسمي 
حتى اكره الباب التي قد حرست ذاك الخنث 
السكاكين هي المهلة 
هل ترجو من الرحم الذي لقحه المال اليهودي 
طهورا في الطمث 
نجس كل 
ولا فرق سوى قد لهث الأول بالجملة أوساخا 
وحسني أحد الأقساط فيما قد لهث 
السكاكين هي المهلة 
أو عصر يهودي سعودي 
سيبني ألف ماخور من التلمود في أطفالنا 
في الحب .. في القرآن . . في الشارع 
فيمن شهدوا بدرا 
وفيمن شهدوا استشهدوا 
من أجل أن نحيا 
ويستدعي إلى محكمة حتى النوايا والجثث 
ها أنا أعلن قلبي 
ضوء إسعاف حزين 
في جروح العمر والثوار 
والبابونج الشاحب يبكي 
في بقايا جثث الأطفال في أنقاض صيدا 
عمرها سيارة الإسعاف لا تغفو 
ولا تنسى عناوين جروح الناس 
لا تلزمني أنظمة السير . . ولا الشارات 
أني ذاهب للجرح .. للطلقة . . 
للعمق الفلسطيني 
لا تلتزم الطلقة 
لا يلتزم الإسعاف إلا بالمهمات وخط السير 
قد يرتبك العداد 
قد تشتبك ألحا وات والأحداث والخندق 
استهدي بطعم الألم الثوري 
استهدي بنجم غامض لا يلتف البعد 
ولا تتلفه الأبعاد 
أستهدي بقلبي كلما ضعت 
هنا خارطة للوطن المحتل لا تقبل شبرا ناقصا منه 
وقد أمنها عندي بقلبي هاهنا الأجداد 
أسرى عاشقا والعشق إسراء 
وقد عبرني الهجران والبارود في شعب ظفاري 
يداويني عود يابس أزهر 
واستحضر من أقصى جفاف قطرة عاش عليها 
آه يا قلبي على عود زكي لم يجد ماء 
فاروي زهره من عوده فورا 
وهذي شيمة ألاجواد 
ها أنا أعلن قلبي 
أعلن أن الجرح يمتد 
ولا يلقي سوى المستنقع القطري حد العظم 
والحزن البريدي 
سئمت الحزن برقيا 
سئمت القتل تكرارا.. كفى مهزلة 
أني أحن ألان أن أقتل في بغداد 
أعطوني قرارا واضحا أو أنني حرب على هذا تصديكم 
ولا أفهم ما معنى صمود سالب أو وحده في الدرج 
قد نفنى وما زالت ويفنى بعدنا الأحفاد 
طلقة ثم الحدث 
سنبلة أولى وحدس بالحصاد 
الدرج الأرجواني الذي شب من الأعماق 
مركي على صدري لمن يرقى عشيا 
فاضحا بعض علاقاتي بالكون 
وبالنجم الجنوبي ورأسي بصل اللون 
صبايا الشام 
وضيقي الذي صار مساحات بصدري 
من غرامي بالعباد 
مغرم قلبي بان يبقى مع الناس 
وأن عذبه القرب 
وغطى وجهة النسيان مخمورا 
على الآخر بالنسيان 
ما أصعب سكرا مطلقا بالنار في كف الرماد 
دائر قلبي مع الأيام والثوار والعشاق 
لا يعرف طعما للرقاد 
وحدودي . . كل إنسان يعاني الغربة 
حتى أرى غربته عادت إلى غربتها 
وأصطحب العمر إلى بلدته 
يحمل قلبا داميا من فرح 
أو عمر . . أو صاحب 
وأراه وراء القبر يستقرئ أخبار البلاد 
(يطلب القوم انطفائي (أينعم 
في ساحة العشق الفدائي 
شهابا دفع الوعي به دون رماد 
أنا لا أعرف تفسيرا لوجدي غيره 
ولكن متى فسرت النار لظاها 
ومتى كان لقنديل سوى الخفق 
إلى أخر خفق بالسهاد 
سمع الطلقة فاهتز 
فهذي طلقة قد أطربت حتى الجماد 
شهق الكون 
من التنفيذ 
من شاحنة الأقدار 
واشتقات برحم الغيب أجيال 
ترى خالدا طودا يقذف النار 
وصوت الشعب في الطود 
وقد فرت حكومات الجراد 
يا لواء خامرا بالله والتنفيذ 
هذي كانت التكبيرة الأولى 
لارتال صلاح الدين في أيامنا 
من أي تركيب..؟ 
من الأحزان والأعشاب والعزة 
مصر عجنت لحمك 
من أي حنان حزن عينيك 
وضحك الطلقة الأولى 
وتلك الوقفة العملاقة النشوى 
أيا عملاق . . يا عملاق 
في التخطيط . . في القفزة 
في الإجهاز 
في تلخيصك الفوري للموقف 
تحيا مصر 
في فهمك للبعد الفلسطيني للنيل 
وفي غيبوبة كنت بها لا شك في القدس 
رآك الناس رؤى العين 
أطعمت حمامات بلون العشق والفيروز في الأقصى 
ولما أجتمع الأطفال كنت الأب والحلوى 
وأعطيت يتيما دامع الخدين ظرف الطلقة الأولى 
وقالوا ذهب الطفل إلى قبر أبيه 
أفعم الظرف ترابا 
وآتى يركض فاستغفيت أو غبت عن الوعي 
على طاولة التعذيب 
وانهارت على صمتك آلاف العصي 
انهارت الدولة . . أمريكا 
ومن أخرج كالقنفذ من تحت المقاعد 
يرفس التعذيب ذائبا تحت قدميك 
فالترتيل باسم الله والجوع 
لقد صلب كالصخرة هذا القلب 
لكني أرى قطرة عشق في قرار القلب 
ثم النار . . ثم البحر . . والتاريخ 
والوعي الرسالي لهذا الكون 
غريب ليس يكفي الجوع 
غريب ليس يكفي الوعي 
وعي الجوع . . وعي الجوع 
تلك الطلقة الخالقة الأولى 
وكم جعت . . وجاعت مصر 
واستفردها النفط 
قد استفردها النفط 
قد استفردها النفط السعودي 
ولكن بصقت في وجه كل النفط 
لكن وضعت كل الأسى والدمع في مخزنك الناري 
لما تنته الأشياء 
تلك الطلقة الأولى وللحدس شواهد 
رجل الصحو 
تمنى كل شبل أن يكون الإصبع الأصغر في كفك 
لا تحزن . . لا تكتب شكوك البعض في قلبك 
هذا البعض لا يقرأ إلا وعيه الناقص 
للزهرة والخنجر والأيام 
لا يفهم إلا وهو قاعد 
أنت نفذت 
فهلا نفذ التاريخ ما كان اتفاقا بين عينيك وعينيه 
وعادت ماسة النيل إلى العقد الإلهي 
فحسن العقد من حسن الفرائد 
أنت نفذت صراعا طبقيا سيدا 
بعض صراع طبقي صار للسلطة طباخا 
وبعض منه حشو الجيب أو حشو الجرائد 
مصر سيري بالأناشيد 
وخلي خبز أشجانك والشاي 
وأطفالك والأزجال 
في وجه المتاريس 
أمام السجن . . في الساحة 
سيناء بهذا السجن 
إيمانك والقرآن والوحدة 
والأعداد للثورة ملقاة بهذا السجن 
غنيهم 
ببحر البقرالدامي 
بعبد المنعم المدفون بالنسيان 
بأيام التلامذة 
وعم حمزة وبيت لبيت 
والله أكبر 
زغردي نارا وبركانا من حزن الصعيدي 
لوجه الرجل اللحظة والتاريخ 
.. والبذل . . لهم 
للفتية السمر 
..كما التصويت 
.. كوني الرعد 
هدي السجن يا مصر 
اكتبي الأسماء آيات على وجه المساجد 
منذ هذي الطلقة الفاصل 
مشروع بن عزي لن يرى النور 
ولن يخرج من قصر الأمير الخصي 
لن يأكل إلا الرمل 
إلا الشوك 
والغصة والتنغيص 
هذا الجرب الكلي لن تتركه سيهات 
لن يتركه دم جهيمان 
لا يتركه الوعد العتيبي ليرعى 
وأرى قدح السكاكين من الأحساء 
أني لأراها وأرى خلف رماد الصمت 
ماذا في المواقد 
السعوديون إسرائيل مهما كحلوا مشروعهم 
ولقد يلقون بالعظمة إسكاتا لمن ينبح من تحت الموائد 
.. أنني أضحك 
مجموعة جرذان كراش فرقة العزف الخليجي 
وقرد يضبط اللحن الخياني 
.. وأبكي 
.. أننا لا شئ 
أصفارا 
نعاني غربة الصفر . . احتلام الصفر 
.. حزن الصفر . . صمت الصفر 
أخرج أيها الصفر من النفي النهائي 
إلى الكون النهائي 
انتفض . . كن 
أمحق الآلية العمياء والنفي 
ونفي النفي 
فالإنسان لا الجبرية العمياء قائد 
وأنا أعلن قلبي نجمة شذرية بين سفين الليل 
تستشعر بعض الدفء 
في كوة حزن ما وراء البحر والأيام 
في سجن بعيد بالمنامة 
لم ينم هذا السجين الجدلي الوجه 
مازالت مآقيه كخط الفجر في الليل الخليجي 
ومازال بخار البحر والخلجان في تهويمه والموج 
والأغنية الأولى لقبطان جرئ مبحر نحو القيامة 
فز للطلقة وأشتد صداها بين جنبيه 
مجيئا وذهابا 
وسعت كوة زنزانته 
وازدحمت فيها نجوم الليل والأشرعة البيضاء 
والحب الذي أوسع من نجد 
وترنيم الحمامة 
وانقضى كل حدوس العمر والذكرى 
وكانت رزما حالت من الدفن 
وجارت عثة الأيام فيها 
قرأ المكتوب بالعين التي أجهدها الدهر 
وغامت نكهة القرية في أقصى أقاصيه 
وطعم الليلة الأولي من الإضراب 
ثم اختلطت فيه الهتافات 
وصوت النخل والأيام حتى اغتصبته الابتسامة 
لم يعد يؤمن من دهر بعيد بسوى النار 
وهل ثم سواها 
إذ يرف الوعي أو يبحث عن رقعة تبرير تغطيه 
فقد صار قمامة 
سحب الاصفاد فاستيقظ عمق السجن 
والأحزان . . والأبواب . . والشارع 
والميناء والبحر 
وبحار قد استوطن فيه البحر 
ولم يعط لغير الله بالضوء علامة 
وتبادلنا الإشارات التي يفهمها الأطفال أيضا 
لا يكون البرق إلا أن في الأفق غمامة 
.. وتفاهمنا 
إنما البركان لا ينضج إلا داخل الأرض 
ولا يعطي لغير الوعي بالنار زمامه 
ثم سلمنا على الماء 
فرد الماء باللؤلؤ والموج سلامه 
لم أعد أعلن قلبي إلا يسار الشمس 
أستقتل في البحث عن الجوع الجنوبي 
أغذية بأقصى الشعر والحقد 
وأنساه ليال في أغاني التبغ والعمال 
أنساه بصمت الخندق المكتظ في الأمطار 
والأبطال والأهوال 
أنساه بعيني عاكف في صلية خضراء 
ما أضيق عينيه إذا صوب 
ما أوسعهما 
حتما أصاب الهدف الأول 
واستولى عليه الشوق للثاني 
وأنساه مع الأيام 
أنساه مع الأيام والبصرة مرميا على الأسلاك 
بغداد بلا شباك 
.. أنساه 
ولكن قط لن أنسى أنا قلبي 
إذا ما نفثت أفعى 
.. وتاب السم والجاسوس والمشروع 
لا بل الطلقة . . ثم الحدث 
الدرج الأرجواني الذي عمري سأعطيه 
لمن لا يصل الشعر الحقيقي 
لمن يلصق في وجه المحطات أغاني الدم 
والشوق الفلسطيني 
أو طفل وحيد في الحدث 
سوف أعطيه لمن يرقى جدار السجن 
يعطي خالدا قلبي 
وشعري . . وسلاما من كثير الحب نث 
.. هكذا أرسيت 
أن القائد القائد تنفيذ 
ولا يتجر بالدم لكي يقبض أثمان الجثث 
.. ًوأخيرا 
كل من يرضى بمشروع السعوديين 
.. أو يدخل بابا منه 
من نفس الزنا .. نفس الزنا 
. لكن بحالات الطمث 

Chtika1